في المرآة
الصحفيون يدخلون البيوت دون إستئذان
يحيى الزيدي
لا تخلو يوما صحافتنا اليومية ومؤسساتنا الاعلامية من رصد القضايا التي تمس البلد، أو حال المواطنين، ومعاناتهم..وفي أغلب الأحيان تتصدر اخبار البلد وأبرز قضاياه، وهموم المواطنين وشكواهم ابرز العناوين فيها.
لم يأتي دور الصحافة والاعلام هذا من فراغ ، بل من الشعور بالمسؤولية اتجاه البلد والمواطين الكرام.. فلا أحد يستطيع تكميم أفواه الصحفيين والإعلامين في أي بلد، مهما كان شكل الحكم فيه .
وفي أغلب الأحيان يقوم المسؤولون في الدولة بالاتصال بالمؤسسات الصحفية والإعلامية ، أو بمن يكتب أو يتحدث فيها، ويزودونه بالمعلومات والسبق الصحفي، وعلى كافة الاصعدة..كما يجيبون على أغلب التساؤلات التي تطرح في الرأي العام.. وهنا أصبح المسؤول هو الوسيط أو حلقة الوصل بين الصحافة والمواطن .
نعم ..الصحفيون يدخلون بيوت المسؤولين ودوائرهم دون استئذان، وكذلك يدخلون بيوت جميع شرائح المجتمع، من خلال صدور الصحف اليومية، وبث البرامج التلفزيونية بشكل مباشر عبر الفضائيات، وكذلك إذاعة البرامج الهادفة بواسطة وسائل الاعلام " المسموعة ".
وما نراه ونسمعه وبشكل يومي في الفضائيات من حوارات، ولقاءات، وبرامج متخصصة، على مختلف الأصعدة، هو خير دليل على بروز العمل الإعلامي والصحفي وانتشاره في البلاد.
هذا العمل الدؤوب الذي يضع التساؤلات والمشاكل وهموم الناس أمام المسؤول، وفي مكتبه وبيته، ليضع الحلول الناجعة لها، سواء عن طريق وسائل الاعلام، أو في دائرته.
نعم ..الشعور بالمسؤولية عامل من أهم العوامل التي يجب أن تتوفر في الشخص المسؤول، الذي يعتمد عليه دون غيره في تحمله للمسؤولية المناطة له .
وتحمّل المسؤول للمسؤولية له فوائد كثيرة تنعكس على شخصيته.. منها "اكتساب الاحترام الذاتي، والحصول على احترام الآخرين، من خلال عدم إلقاء اللوم، أو المسؤولية عليهم في الأمور التي يقوم بها".
يقول الله سبحانه وتعالى :﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ .
أما رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال :( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
اذاً المسؤولية هي التزام أمام الله أولاً، وأمام الآخرين مهما إختلفت مسمياتهم ثانيا.
كما يجب على المسؤول أن يحسن الاختيار بمن يعملون معه ، لاسيما المناصب الحساسة التي تمس أمن وسمعة البلد ، أوتلك التي تكون في تماس مباشر مع حياة المواطنين .
أيها القارئ العزيز ..عندما ترى وتسمع ان مسؤولاً ما في دائرته يمتلك من الخبرة المهنية من خلال تدرجه الوظيفي، يدير العمل بشكل صحيح ومنضبط ، ولا يتثاقل من الامانة والمسؤولية المناطة اليه، نتيجة لضغوط العمل أوالحياة، ويعرف كل مايجري في أروقة عمله، ويضع الحلول الناجعة لأي مشكلة تواجهه.. اليس هذا يستحق التقدير والاحترام؟
لذلك لابد أن يعرف كل مسؤول كيفية قيامه بأداء واجباته والقضايا المناطة له، وكيف من المفترض أن يظهر المسؤولون لدينا لحل كل القضايا التي تمر علينا بين أوانٍ وآخر ، وخاصة القضايا العاجلة التي تحتاج الى تدخل سريع من هؤلاء المسؤولين الذين وضعوا على رأس القيادة في مؤسساتهم.
ختاما اقول ..غرور المسؤولية والمنصب قد يدمر المسؤول ومؤسسته في آن واحد ،وتواضعه وحنكته قد تجعله مسؤولاً وقائدًا استثنائياً وناجحاً، وإسوة حسنة لباقي المسؤولين في أي موقع من العمل.