صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
السبت 2025/9/6 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
في ذكرى المولد النبوي الشريف.. يحيى الزيدي


المشاهدات 1176
تاريخ الإضافة 2025/09/03 - 11:41 AM
آخر تحديث 2025/09/05 - 9:52 PM

في ذكرى المولد النبوي الشريف

يحيى الزيدي

تمر غدا علينا ذكرى مولد النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فكلما اقترب شهر ربيع الأول من كل عام ،تهب علينا نسائم الذكرى العطرة ، ويطل نور البشير على المسلمين، لينهلوا من هذه المناسبة الخالدة أمجاد الماضي والتأريخ الحافل بالدعوة الى عبادة الله.

في يوم ذكرى ولادة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) ، درس قائم على غسل القلوب والضمائر، ورفد النفوس بالقيم الانسانية العليا ، وهي ذكرى لا تخص المسلمين لوحدهم وانما تشمل الانسانية جمعاء ما دامت تسعى لبناء المجتمعات على ضوء التسامح وحقوق الانسان والمساواة .

ان من المؤكد في عملية التغيير الكبرى وبناء المجتمعات وفق معايير حضارية متطورة لا يقوم بها غير العظام من الرجال ( ولا يقوم بالعظائم الا العظيم )، والتاريخ يحدثنا بأن الرسل هم طليعة التغيير الحضاري ، وأن نبينا الكريم  محمد، سيد المرسلين وخاتم الانبياء قد تحقق على يديه أكبر الحضارات التي عرفها الانسان منذ بدء الخلق وحتى يومنا هذا .

ان الاحتفال بالمولد النبوي هو ذكرى لكافة المسلمين .. فالرسول العظيم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لم تنحصر عظمته في اختراع ، أو في شجاعته في المعارك ، ولا بإرسال دعائم نظام ينحصر في حقبة تاريخية محددة ، وانما كانت عظمته شاملة وعامة ، ولا يمكن حصرها بحدود ضيقة شأن المصلحين والمحاربين الشجعان والعلماء ، ولهذا كان المسلمون الأوائل ينظرون الى الرسول الكريم على انه الجذوة التي تلهم نفوسهم بالإيمان من أجل بناء حياة قائمة على الحرية والكرامة أرادها الخالق العظيم لعباده ، ومنهج للرحمة والتعاون والايثار.

يقول الله عز وجل : ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين ) ، يخبر تعالى أن الله جعل محمداً (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين ، أي : أرسله رحمة لهم كلهم ، فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة ، سعد في الدنيا والآخرة ، ومن ردها وجحدها خسر في الدنيا والآخرة.

الرحمة التي تقترن بالشجاعة والقوة والصدق والعدل والأمانة .

نعم ..لقد أسس سيد المرسلين وخاتم الانبياء مدرسة قائمة على الأخلاق الحسنة ، والاستقامة في السلوك ، والتفكير المنطقي العميق ، فتخرّج منها قادة وفرسان، وحكماء، ورجال دولة، لا زالت بصماتهم مضيئة حتى يومنا هذا .

اننا في هذا الوقت الذي نعاني فيه من شدة الأزمات ، ومايحل ببلاد المسلمين وغزة الصابرة ليس بعيدا عنا، نحتاج ان نراجع أنفسنا، ونذكر من حولنا بالعودة أكثر الى خالقنا، ونترك حالات الانفصام بين القول والعمل .

ختاما أقول .. ما أحوجنا  اليوم للرجوع الى سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، لنستلهم من هذه الذكرى الدروس والعبر لتصحيح مسيرتنا ، والسير على نهجه وسيرته، ليولد فجر جديد قائم على العدل والانصاف والمساواة .


تابعنا على
تصميم وتطوير