
شيء من الماضي.. "مملكة الحضر".. روما الشرق ومملكة العرب
تعد "مملكة الحضر" المعروفة أيضًا باسم "حطرا"، واحدة من أبرز المعالم الأثرية التي تُجسد عظمة الحضارة العراقية القديمة.
تقع هذه المدينة الفريدة في قلب محافظة نينوى، مُحاطة بمشهد طبيعي يربط بين الأصالة والجمال.
حكمها 4 ملوك فقط، وهي أول موقع أثري عراقي يُدرج ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو عام 1985.
وسكنت مملكة الحضر قبائل عربية،عاش وسطهم القليل من الآراميين، ولم تكن سوى قرية نشأت خلال العصر الآشوري الحديث (عام 612 قبل الميلاد)، واستغلت غياب قوة الإمبراطورية الآشورية لتتوسع وتصبح مركزا لاستقطاب الأفراد من البدو ورعاة الإبل والمتجولين في عموم البادية الشمالية.
تقع مدينة الحضر في قلب بادية الجزيرة الشمالية التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق، وتتوسط نهري دجلة والفرات عند الأطراف الشمالية الغربية من العراق،
ما يُميز مملكة الحضر هو تصميمها المعماري الفريد، حيث تم تشييد المدينة بشكل دائري محاط بسورين ضخمين وخندق عميق. هذا التصميم الهندسي يُظهر عبقرية القدماء في التخطيط العمراني وتحصين المدن. السور الداخلي كان مخصصًا لحماية المساكن والمعابد، بينما السور الخارجي والخندق قدما حماية إضافية ضد الغزوات.
برزت العمارة الحضرية في القرنين الأول والثاني الميلادي، وبُنيت على الشكل الدائري لتسهيل مهمة الدفاع عنها، وهي محصنة بسورين وقلاع، ومن أهم ميزاتها العمرانية استخدام الإيوانات (جمع إيوان، وهو حجرات محصنة) في الأبنية العامة والخاصة، وعند سورها الرئيسي، صُممت 4 أبواب متينة، لمنع هجمات الأعداء.
تمتعت مدينة الحضر بموقع جغرافي ممتاز أتاح لأهلها السيطرة على طرق القوافل التجارية المارة ببادية الجزيرة، كقوافل الحرير والتوابل والأخشاب وغيرها، وهو ما أنعش اقتصاد المدينة، ودلت كثير من الكتابات الأثرية المكتشفة في المنطقة على أن أهل الحضر مارسوا جباية الأموال والضرائب من القبائل العربية.
وفي الوقت نفسه، مَثل نمو المملكة الديني حافزا اقتصاديا مهما لها، إذ تواردت عليها الأموال لكثرة وتنوع معابدها، التي كانت تتلقى النذور والهدايا بشكل يومي.