صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
الأربعاء 2025/12/17 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
حكاية أغنية..يا نجوى.. حكاية من زمن العشق الجميل


المشاهدات 1058
تاريخ الإضافة 2025/12/07 - 8:57 AM
آخر تحديث 2025/12/17 - 12:34 AM

حكاية أغنية..

يا نجوى.. حكاية من زمن العشق الجميل

 

يقول سعدون جابر: “كنتُ أتردد كثيرًا على الشاعر زهير الدجيلي عندما كان رئيسًا لتحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون في الصالحيَّة. في أحد الأيام، حدّثني بحماسٍ عن أغنية جديدة ينوي كتابتها، قال إنَّها عن فتاة جميلة اسمها (نجوى). سألته: ومن تكون هذه الفتاة؟ ابتسم وقال: انتظر، ستمرُّ من هنا بعد عشر دقائق.”

يواصل جابر روايته: “وبالفعل، بعد قليل، مرّت مجموعة من الطالبات الجميلات، يحملن كتبهنَّ على صدورهنَّ ويمشين بفخرٍ وهدوء، فأشار زهير إلى إحداهنَّ وقال: تلك هي نجوى. وعدتها أنْ أكتبَ لها أغنية.”

وعندما سأله سعدون جابر كيف عرف اسمها، أجابه زهير بابتسامة خجولة: “جمعتُ شجاعتي يومًا وسألتها عن اسمها، فقالت: نجوى. فأخبرتها أنني سأكتبُ لها أغنية، وسيغنّيها سعدون جابر.”

وبعد أيام، كان النصُّ بين يديه، يبدأ بالنداء الشجي:

هلِچ وين يا نجوى؟

جزا الشوق وجزاني

والهوى بعيد يا نجوى

سجّل سعدون الأغنية، وسرعان ما ذاع صيتها في كل بيت، لتصبح إحدى علامات الغناء العراقي في السبعينيات، تحملُ عبقَ بغداد وصدقَ العاطفة ونقاء الكلمة.

لكنَّ القدرَ كان يخفي مفاجأة بعد عقودٍ طويلة..

يقول الفنان الكبير سعدون جابر: “بعد نحو أربعين عامًا، كنت في ولاية مشيغان الأميركيَّة، عندما اقتربت منّي سيدة محترمة وسألتني: أتذكرني؟ أنا نجوى التي غنيتَ عنها. لم أصدق ما سمعت! جلستُ معها، وحكت لي القصَّة ذاتها التي رواها لي الشاعر الكبير زهير الدجيلي يومًا. وفي تلك الليلة، غنيت لها الأغنية من جديد، فبكيتُ أنا وبكت هي أيضًا.”

ويختم سعدون حديثه بصوتٍ متهدّج: “تلك كانت حكاية أغنية من زمنٍ لن يعود.. زمنٌ كانت فيه الأغنية قصيدة عشقٍ صادقة، تُكتبُ من القلب لتصل إلى القلب.”


تابعنا على
تصميم وتطوير