غزة / متابعة صوت القلم:
في إنجاز طبي استثنائي، نجح طبيب عراقي يدعى محمد الطاهر في إجراء عملية جراحية معقدة لإعادة يد طفلة فلسطينية فقدتها بعد قصف منزلها في غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية أن مواطنًا من غزة حمل طفلته من تحت الركام إلى المستشفى، وكانت قد فقدت يدها اليسرى. وعند وصوله إلى المستشفى، طلب منه الطبيب إحضار اليد المبتورة.
اتصل الأب بأخيه ليخبره بمكان العثور على الطفلة، وذهب الأخ إلى المكان ليجد اليد المبتورة ويحملها إلى المستشفى.
وأجرى الطبيب العراقي محمد الطاهر العملية الجراحية التي استغرقت خمس ساعات، ونجح في إعادة الطرف إلى الطفلة، بجراحة نوعية ومعقدة وسط ظروف صحية سيئة، نجح الطبيب في تجديد الفرحة بقلب طفلة فلسطينية (9 سنوات) وسط قطاع غزة، عبر إعادة توصيل يدها المبتورة والتي عُثِر عليها بصعوبة من تحت الركام بعد 3 أيام من قصف إسرائيلي عنيف.
وقال الطبيب العراقي محمد الطاهر: "الحمدلله، مضى على العملية 48 ساعة ولم يحدث أي تغييرات في لون اليد، والتقارير حتى اللحظة تشير إلى تحسن الوضع بانتظار زوال الالتهابات."
عناية الله التي حفظت اليد المبتورة تحت الركام، مكّنت الطبيب العراقي استشاري جراحة الأعصاب الطرفية، محمد الطاهر من مؤسسة "فجر سينتيفيك"، من إعادة توصيلها في جراحة نوعية ومعقدة استمرت ساعات رغم ضعف الإمكانيات الطبية في القطاع.
وفي فيديو نشرته وزارة الصحة بغزة، قال الطاهر إنه وصل إلى مستشفى الأقصى وسط القطاع إصابات كثيرة جراء استهداف قوي في المنطقة.
وقال الجراح العراقي إنه خلال تفقده لقسم الاستقبال والطوارئ، وجد طفلة بعمر (9 سنوات) بُترت يدها وأصيبت بشكل شديد في المعدة، فسارع بسؤال والدها عن مكان الطرف (اليد المبتورة)"، ليخبره الأب أنه بقي تحت الركام.
وتابع الطاهر: "سألتهم هل يمكنكم إحضار الطرف لي"، مضيفا أن الوالد "استغرب وقال: نحاول".
بعد فترة، استطاعت عائلة الطفلة إحضار الطرف المبتور حيث أجرى له الجراح العراقي عملية تشريح ليجده قابلا لإعادة التوصيل.
وذكرت وزارة الصحة بغزة ان "الجراح العراقي محمد طاهر عمل على مدار 5 أشهر خلال حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بغزة بدون كلل أو ملل لإنقاذ الجرحى".
كما وصف الطبيب العراقي محمد طاهر جراح الأعصاب الطرفية والعظام، ما يعيشه سكان قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عام، بأنه أشبه بـ"فيلم رعب".
وقال د. طاهر في حديثٍ صحفي: إن الإصابات التي يتعامل معها جراء القصف الإسرائيلي، غير مسبوقة، ولم يسبق أن صادف إصابات بهذه الشدة والصعوبة من قبل.
ولفت إلى أنه اعتاد على مشاهدة هذه الإصابات الصعبة بحكم وجوده لفترات طويلة في القطاع، مستدركا: "لكن مع مرور الوقت أرى حالات صعبة جدا وبتر أطراف وحروق شديدة لأطفال ونساء..".
وقال الجرّاح العراقي إنه "شهد العديد من الحالات الصعبة خلال عملة بشمال قطاع غزة، والتي كان من الممكن إنقاذها، لكنها فقدت أرواحها إما بسبب نقص في الكادر الطبي المتخصص، أو العلاج والمستهلكات الطبية".
وأشار الطاهر إلى أن ما تبقى من مرافق صحية في شمال غزة "تفتقد للحد الأدنى من الأدوات والمستلزمات الجراحية".
ودعا الكوادر الطبية ذات التخصصات الجراحية المختلفة حول العالم للقدوم إلى القطاع، في سبيل إنقاذ حياة الجرحى.
كما ناشد المؤسسات الدولية والأممية بالعمل على إدخال المستلزمات الطبية لإنقاذ الجرحى.
وكان د. طاهر وهو بريطاني من أصول عراقية، أحد الشهود على مجزرة الاحتلال التي استهدفت خيام النازحين، داخل جدران مستشفى شهداء الأقصى الذي يعمل فيه منذ قدومه للقطاع قبل أسابيع قليلة.
وعقب قائلا: "كنا في غرفة العمليات نعالج جرحى وصلوا من استهداف مدرسة. كنا نحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن، وصارت هذه الضربة. شيء غير طبيعي، لا أحد يقدر يستوعب مدى الجرم الذي يحصل في قطاع غزة الآن".
وأشار إلى أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى، أدت لارتقاء الكثير من المواطنين، واحتراق آخرين أمام أعينه، متساءلا: "كيف يُمكن للإنسان أن يتقبل هذا؟ وين ضمير الشعب العربي والإسلامي؟ كيف يتحملون أن يشاهدون هذه المناظر ولا يتحركون".
وتابع: "لا نقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله".
وختم الطبيب العراقي حديثه، قائلا: "أهل غزة صامدون وصابرون ومؤمنون. لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وان شاء الله أهل غزة قدها وهم الله حملهم هذه المسؤولية وان شاء الله ينصرهم قريبا".
ومحمد طاهر هو طبيب عراقي، متخصص في جراحة الاطراف الدقيقة ومتطوع ضمن الفريق الطبي الأوروبي في غزة.
عائلاته في لندن ليقوم بالخدمات الطبية الجراحية في المستشفى الأوروبي جنوب غزة مجانًا.