علاقات مجتمعية
نصائح للسعادة الأسرية وتجنب الخلافات في العيد
يأتي عيد الفطر المبارك بعد أداء فريضة الصيام والركن الرابع من أركان الإسلام لإدخال السرور والفرح على القلوب، وجمع الشمل وتلاقي الأهل والأصحاب في أجواء من التقارب والبهجة تزيل الخصومات والفجوات.
ورغم ما يُفترض في العيد من الشعور بالسعادة وهدوء النفس واجتماع العائلات، فإن البعض يشعر بالملل والإحباط فيه، كما تنشأ أحيانًا الخلافات الزوجية والأسرية قبله وأثناءه، ويتحول وقت السرور إلى غضب وعصبية وضيق، وفي هذا المقال نستعرض أسباب المشكلات والمشاعر السلبية التي قد تسلب فرحة العيد، ونقدم أفكارًا للسعادة فيه بين الأزواج ومع الأبناء.
هناك العديد من الأسباب والأحوال التي تؤدي إلى وقوع الخلافات، وضيق النفوس في أيام العيد، وأهمها:
=الضغوط الاقتصادية: نتيجة كثرة الطلبات والمشتريات والتجهيزات، مما يدفع بالبعض إلى تحمل الديون لشراء الملابس والحلوى، أو السفر والنزهات، وإعداد العزائم المبالغ فيها.
ولا شك أن التسابق في الشراء، والإسراف والمبالغة في المظاهر يؤدي إلى ضغط كبير مادي ومعنوي يضيع روح العيد القائمة على المحبة والبساطة والراحة والاستجمام بعد شهر الصبر والاجتهاد في العبادات.
وشراء الملابس الجديدة، والاهتمام بالبيت، أو التحضير للنزهات من الأمور الجميلة التي تعزز مشاعر السعادة بالعيد، ولكن المشكلة في الإسراف والتفاخر واللجوء للاستدانة وإرهاق ميزانية الأسرة.
=التوقعات العالية: غالبًا ما تصادفك في يوم العيد عبارات بنكهة الاستياء والاستنكار، مثل: "هل هذا عيد؟"، قد تقولها الزوجة لزوجها، أو العكس، أو يطلقها الأبناء، وتراها كثيرًا على تجمعات وسائل التواصل الاجتماعي، كأن تشكو زوجة من أنها لم تخرج رغم أنه عيد، أو يعبر أحدهم عن شعوره بالملل الشديد رغم أنه يوم عيد.. وهكذا يصبح كون اليوم عيدًا سببًا مضاعفًا للتحسر على الحال، والشعور بالضيق.
=غياب التخطيط: بعض الأسر والأشخاص يفكرون يوم العيد ماذا يفعلون، وحينها تبدأ العقبات التي لم تكن في الحسبان، والخلافات حول الطريقة المثلى لقضاء اليوم.
= إهمال الشريك والأولاد: العيد فرصة رائعة لتجمع الأسر والعائلات وصلة الأرحام، ولكن البعض يفضل مساحته الشخصية وأنشطته الفردية، أو تجمعات الأصحاب على حق الأهل، مما يُشعر الشريك والأبناء، أو الوالدين والإخوة بعدم أهميتهم، وضياع حقهم، ويتسبب في شعورهم بالحزن وخيبة الأمل.
= مشكلات النوم والأكل: التغيير المفاجيء في النظام الغذائي قد يتسبب في متاعب للمعدة، وسوء الهضم، كما يسبب عدم انتظام النوم الإرهاق وسرعة الغضب، أو ضياع يوم العيد في النوم تعويضًا للسهر الطويل.
= تعارض الرغبات: كأن ترغب الزوجة في قضاء العيد وسط أهلها وبصحبة زوجها وأولادها، ولكن زوجها في المقابل يريد الشيء ذاته مع أهله، ويصر كل منهما على أحقية أهله بأول يوم، أو أن يرغب الأطفال في الذهاب إلى مدينة الملاهي بينما يفضل الوالدان الراحة في البيت ومشاهدة التلفاز.
= المقارنة: مقارنة النفس والحال مع الغير من أقصر الطرق للتعاسة، كما أنها غير منطقية ولا واقعية، فلكل إنسان ظروفه، ولكل أسرة حالها.
= تذكر الأحزان وزيارة المقابر، والاستسلام للذكريات الكئيبة.