بريطانيا تحدد موعداً للاعتراف بدولة فلسطين
السعودية : اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين
نيويورك/ متابعة صوت القلم:
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين، إذ تضم مقترحات شاملة عبر المحاور السياسية، والأمنية والإنسانية، والاقتصادية، والقانونية، وسردية استراتيجية لتشكل بذلك الإطار المتكامل والقابل للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين، وتحقيق السلم والأمن للجميع،داعياً في الوقت ذاته إلى تأييد الوثيقة الختامية قبل اختتام أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عبر إبلاغ بعثتي السعودية وفرنسا، فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء "الوضع المروع" في غزة وتفي بشروط أخرى.
جاء ذلك في فعاليات اليوم الثاني والأخير من أعمال المؤتمر الدولي بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.
وشهد اليوم الأول زخماً واسعاً وتوافقاً على تسوية "عادلة" للقضية الفلسطينية وإدانة "تجويع غزة"، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن المؤتمر "سيُقوّض جهود تحقيق السلام"، بينما تدرس بريطانيا خطة للاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، لتهدئة الضغوط المتزايدة من داخل حزب العمال الحاكم.
في سياق محصلة نتائج اليوم الأول ذكرت الحكومة الفلسطينية لـ «العربية.نت» أن نتائج «المؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين» برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، تشمل تشكيل بعثة دولية مؤقتة بإشراف أممي ومشاركة إقليمية لتحقيق الاستقرار في فلسطين ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية.
في الإطار ذاته، أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، بأن دولاً عدة تريد الاعتراف بدولة فلسطين، مشدداً على أن إقامة دولة مستقلة حق مشروع للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن "حل الدولتين" يعكس توافقاً دولياً واسعاً بأن إنهاء الصراع الممتد في فلسطين يتجسد بالتنفيذ الفعلي لحل الدولتين وفقاً لأسس قرارات الأمم المتحدة، ومبادرات السلام العربية، فضلاً عن مبدأ الأرض مقابل السلام.
وبشأن مستجدات معطيات التفاعل الدولي مع مؤتمر حل الدولتين برئاسة السعودية وفرنسا، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر، ما لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء "الوضع المروع" في غزة وتفي بشروط أخرى، وفقا لبيان حكومي.
وقال ستارمر لمجلس الوزراء "قلت دائما إننا سنعترف بدولة فلسطينية كمساهمة في عملية سلام فعلية في لحظة يكون لحل الدولتين أكبر تأثير ممكن".
وأردف "مع تعرض هذا الحل راهنا للخطر، حان وقت التحرك".
وقال رئيس الوزراء إن "الإسقاط الجوي للمساعدات بدأ امس الثلاثاء، على الرغم من أن رئيس الوزراء يقول إنه يريد رؤية ما لا يقل عن 500 شاحنة من المساعدات يوميا لدخول غزة"، مضيفا أن "الوقت المناسب للاعتراف بفلسطين هو الآن لأنه سيكون له أكبر تأثير".
وأضاف: "سنجري تقييما في سبتمبر حول مدى تحقيق الأطراف لهذه الخطوات، ولكن لا ينبغي لأحد أن يكون لديه حق النقض على قرارنا. لذلك هذا هو الطريق إلى الأمام. ونعمل على خطة سلام من ثمانية أطراف مع دول أخرى".
يأتي ذلك بعد انطلاق أعمال "المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين" برئاسة سعودية - فرنسية مشتركة، يوم الاثنين الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ويهدف المؤتمر إلى طرح مسار زمني يؤسس لدولة فلسطينية ذات سيادة ينهي الاحتلال على أرضها على أساس حل عادل ودائم وفقا لمبادرة السلام العربية والقرارات الأممية ذات الصلة.
كما يركز المؤتمر خلال أيام انعقاده على الإجراءات العملية لدعم التسوية السلمية بشكل عاجل، ووضع أسس حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية يوقف دائرة العنف المستمرة في المنطقة، ويسهم في استقرار أمنها الإقليمي، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني، ويعيد له حقوقه المشروعة في تجسيد دولته الفلسطينية المستقلة.
وعقد كير ستارمر، اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء امس الثلاثاء لمناقشة الوضع في غزة وخطة سلام مقترحة في وقت يتعرض فيه لضغوط متزايدة من حزبه للاعتراف بدولة فلسطينية.
واتخذ ستارمر خطوة نادرة باستدعاء مجلس الوزراء للانعقاد خلال العطلة الصيفية، لمناقشة كيفية إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي اجتماع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اسكتلندا، ناقش ستارمر ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وما وصفه بالأزمة الإنسانية "المثيرة للغضب".
وتعمل بريطانيا على الخطة مع فرنسا وألمانيا بعد اتصال بين قادة الدول الثلاث الأسبوع الماضي.
ولم يدلِ ستارمر بتفاصيل عن الخطة، لكنه شبه المقترحات في مطلع الأسبوع "بتحالف الراغبين"، وهو الجهد الدولي لدعم أوكرانيا في حال وقف إطلاق النار في حربها مع روسيا.
وقال المتحدث باسم ستارمر إنه سيناقش الخطة مع حلفاء دوليين آخرين ودول في الشرق الأوسط.
وتدور الحرب في غزة منذ 22 شهرا. وتواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة، ترفضها حكومتها، بسبب الأزمة الإنسانية في القطاع.
ومع التحذيرات من أن سكان غزة يواجهون التجويع، يطالب عدد متزايد من نواب حزب العمال الذي ينتمي إليه ستارمر بأن يعترف بدولة فلسطينية للضغط على إسرائيل.
وحضر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك امس الثلاثاء للحث على دعم حل الدولتين للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقالت الحكومات البريطانية المتعاقبة إنها ستعترف رسميا بدولة فلسطينية عندما يحين الوقت المناسب، دون تحديد جدول زمني أو الشروط اللازمة.
وأثيرت القضية مرة أخرى بعد أن قال الرئيس إيمانويل ماكرون يوم الخميس الماضي إن فرنسا ستعترف بفلسطين كدولة.
ووقع أكثر من 200 عضو بالبرلمان البريطاني من تسعة أحزاب على رسالة يوم الجمعة الماضي تدعو إلى الاعتراف فورا بدولة فلسطينية.
إلى ذلك، جددت دول الخليج كافة التأكيد على بذل كافة الجهود الإقليمية والدولية بالتعاون مع الدول والمنظمات والمؤسسات في العالم، لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، وإدخال كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل وبدون قيد، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن"، في قطاع غزة المحاصر والمدمّر بفعل الحرب المستمرة منذ 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.