قاب قوسين.. السوداني.. رهان اليوم ومنجز الغد
خالد جاسم
بطبعي..أكره السياسة ولا أحب الخوض في مستنقعها..سواء كان هذا المستنقع نظيفا أو قذرا أو يجمع القذارة والنظافة وهو فعلا كذلك..ومخطيء من قد يقرإ كلمات هذه المقالة ويطلق أحكاما أو تعليقات تتهمني بالبعيد عن السياسة بحكم تخصصي المهني في الرياضة وتحديدا الأعلام الرياضي لكنني سوف أخرج قليلا عن سكة الرياضة وكما يقولون ( أنزل على الترابي )..وليقول من يتقول من مدمني طريقة ( خالف تعرف ) مايشاء..سؤال يتجدد في عقلي ويضعني بعد ( صيام ) عن الكتابة في السياسة: من هو رئيس الوزراء منذ ٢٠٠٥ والى وقتنا الراهن أشتغل مشاريع وخدمات في كل مجالات الاقتصاد والطاقة والخدمات سواء في العاصمة الحبيبة بغداد أو في بقية محافظات الوسط والجنوب ومن دون أن تكون تلك المشاريع حبرا على ورق أو مجرد وعودا وردية أو أحتفاليات مضحكة تتجسد في وضع حجر الأساس بعد قص الشريط الأحمر وقبلات رئيس الوزراء لطفلين يحملان بكل براءة باقتي ورد ترمى لاحقا في سلة المهملات كما يرمى مقص الشريط والشريط نفسه... وتمضي أعوام وأعوام ويبقى حجر الأساس مجرد ذكرى أسمنتية محفور على لوحتها المرمرية عبارة ( شيد في عهد السيد.....سنة كذا )..تماما..كحال شواهد قبور موتانا..حيث لايبقى ألا الشاهد المرمري..والمرحوم ينتظر رحمة السماء بعد تحلله وتفسخه ليكون مصيره الجنة أو النار...بعد كل هذه السطور أختصر الموقف كله وأقول: من غير محمد شياع السوداني أحدث تلك الثورة في البناء والأعمار ووضع أمكانيات الدولة في خدمة مشاريع التنمية في كل القطاعات التي عانت الكثير وظلت معطلة ومتلكئة التنفيذ وفق خطط ميدانية لم يجرأ أي رئيس وزراء عراقي منذ عقدين من الزمن سوى محمد شياع السوداني..هذا الرجل أستثنائي جدا..رجل دولة حقيقي..وضع مقاربات ذكية جدا في أخطر مراحل التحول في الشرق الأوسط..وضع العراق في قلب الأمن والأمان بدلا من فوهة البركان..صنع معادلات توازن مثيرة جدا لاقت رضا الشرق والغرب والمحيط الأقليمي وفق فلسفة براغماتية مفيدة تضع مصالح العراق فوق كل أعتبار وتحقق له أعلى درجات النجاح في سلم الخوف والرعب الدولي بفضل الأقدام الواثقة للسوداني في تسلق هذا السلم الذي لايرحم أصحاب الأقدام المرتجفة..لاشيء لدى السوداني يخسره في تلك الأختبارات القاسية طالما وضع العراق وأهله في حنايا صدره وصدق عينيه..فلا تخافوا على العراق تحت جناحي طائرة السوداني التي حلقت بوقود الحب العراقي ومساندة الأشقاء والأصدقاء بطائرات الأواكس الحريصة ومقاتلات الدعم الساندة لأن أهل الشرق والغرب راهنوا بخيار الحسم على السوداني..رجل دولة وسلام..خياره الوطني المستقل هو سياجه الحصين..وللحديث بقية.