صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
الإثنين 2025/6/2 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
متى تُقطع العلاقات مَع العدو الإسرائيلي ؟.. يحيى الزيدي


المشاهدات 1168
تاريخ الإضافة 2025/05/25 - 9:17 AM
آخر تحديث 2025/06/02 - 5:42 AM

في المرآة

متى تُقطع العلاقات مَع العدو الإسرائيلي ؟

يحيى الزيدي

رغم الغضب العارم الذي ينتاب الشعوب العربية والدولية من الجرائم والمجازر التي يرتكبها الإحتلال الإسرائيلي وقواته في غزة، تستمر الكثير من الدول، لاسيما العربية منها بالحفاظ على علاقاتها مع الاحتلال وبشكل طبيعي.  

نعم ..خيارات كثيرة تمتلكها هذه الدول، في مواجهة  الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والمجازر بحق الفلسطينيين، من بينها طرد سفراء الإحتلال، وإغلاق سفاراته وقطع جميع العلاقات، واستخدام الحرب الناعمة  التي تعد أكثر أنواع الحروب تأثيرًا وفعاليةً وأقلّها تكلفةً.. وفي نفس الوقت أخطرها وأعقدها ضد قيم وأمن أي دولة، دون اللجوء إلى تجييش الجيوش ،فهذه الحرب حربٌ صامتة.

حرب الإبادة الجماعية راح ضحيتها منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين لايزال أكثر من 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

أما المجاعة المتفاقمة التي نراها جميعا في غزة نتيجة سياسة عدوانية ممنهجة تستخدم الحصار والتجويع، أداتي قتل ضمن جريمة الإبادة الجماعية في القطاع ، تضاف الى أدوات القتل الأخرى التي يمارسها العدو، من إستهداف للمستشفيات والنقص الحاد في أدويتها وموادها الطبية، وتدمير البنى التحتية بشكل كبير.

أقول .. ان حادثة يوم الأربعاء الماضي ليست ببعيدة عنا، عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، النار على وفد دبلوماسي أوروبي وعربي أثناء زيارته محيط مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، للاطلاع على معاناة المواطنين.

اذاً .. هذه هي حقيقة هذا العدو الإسرائيلي، لايحترم ولا يعترف بالمواثيق الدولية.

وفي تحوّل غير مسبوق، وجّهت دول أوروبية بارزة، في مقدمتها إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا والبرتغال انتقادات حادة لإسرائيل على خلفية أطلاق قوات الاحتلال النار على وفد دبلوماسي أوروبي، في خطوة وصفها مراقبون بأنها بداية نهاية "الحصانة المطلقة الغربية" التي تمتع بها إسرائيل  لعقود.

وكانت بريطانيا في صدارة هذا التحرك، إذ أعلنت تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي واستدعت السفيرة الإسرائيلية في لندن لتوبيخها رسميًا على جرائم الحرب المرتكبة في غزة.

كما فرضت عقوبات على شخصيات استيطانية وشركات ومؤسسات تنشط في المستوطنات.

ان تحول العدوان الإسرائيلي إلى جنون عبثي، يستهدف الأطفال والنساء والمدنيين، فضلا عن المستشفيات والبنى التحتية في غزة، خلق ضغطاً شعبياً كبيراً في الكثير من الدول، ومنها الأوروبية.

ربما ولأول مرة منذ عقود، تفقد إسرائيل حصانتها الأخلاقية، وسقوطها لأدنى مستوى من الحضيض، وان شاء الله تكون بداية لانهيارها .

ختاماً..أما آن الآوان لكسر الحصار على غزة وأهلها بأي شكل من الأشكال.. والسماح بوصول المساعدات إلى السكان بعد حصار عدواني إسرائيلي استمر 11 أسبوعاً ؟!


تابعنا على
تصميم وتطوير