قاب قوسين
لماذا مثنى السامرائي ؟
خالد جاسم
في عالم السياسة لايوجد شيء أسمه أخلاق .. بل السياسة وفق منطق ميكافيللي البراغماتي الأثير : ( الغاية تبرر الوسيلة ) ..أي تلاقح المصالح وأتفاق أصحابها بعيدا عن أية معايير دينية وكوابح أخلافية وقيم أجتماعية متداولة ومتعارف عليها وفي عراقنا حيث أختلط الحابل بالنابل , فلا نحن دولة علمانية , ولسنا دولة دينية , ولانحسن في الأساس من خلال أهل السياسة فن التعاطي مع السياسة في كل المحيطات من حولنا ..أقليميا وعربيا ودوليا . ووسط هذه المتاهات ولكي لانوصف بالمتشائمين أو المتربصين شرا بالعملية السياسية فأن مؤشرات التفاءل حاضرة بشخوص تابعنا بشكل دقيق ودؤوب ميدان أنشطتهم وفعالياتهم السياسية والأقتصادية والخدمية ..أبرز هؤلاء الرجال هو المهندس مثنى السامرائي زعيم تحالف العزم...هذا الرجل الشاب الممتليء حماسا وهمة و( عزم ) حقيقي وليس مجرد شعار لتحالفه الحزبي القوي , ألتقيت به مرة واحدة قبل سنة تقريبا ..تحاورنا لأقل من ساعة وتناقشنا في أمور وأحوال تخص العباد وهموم الناس , وبحكم تجربتي المهنية الطويلة وفي الحياة عموما أكتشفت أن الرجل يتحدث من القلب بأريحية وثقة لم أجدها لدى معظم أهل السياسة من اللذين ألتقيت بهم على مدى الأعوام الماضية ..لديه أفكار ومشاريع عمل انية ومستقبلية تستلهم تجارب الأمم الناهضة والدول المتحضرة وتحاكي لغة العصر بتطوراته التقنية المذهلة وهو يريد ترجمة حضورها على أرض الواقع العراقي ....حتى أكون أكثر دقة في الوصف وجدت فيه أنضج وأفضل شحصية في المكون المنتمي إليه ويستطيع تمثيل هذا المكون بعيدا عن التخندق الطائفي أو التعنصر المناطقي , فالرجل يمتلك علاقات دولية وعربية وأقليمية واسعة ومؤثرة ولديه بوصلة توازن حكيمة عبر التعاطي الذكي والخبير مع مختلف الأحزاب والكتل السياسية التي تمتلك صولجان النفوذ وقوة السلطة في عراق اليوم وبالتالي فأن الرهان عليه يبدو أفضل الطرق وأقصر السبل من أجل تحقيق أهداف ومصالح المكون الكبير وفق مقومات تعتمد مبدأ المواطنة العراقية أساسا راسخا في كل شيء .
نعم ..تابعت عن بعد جولاته وحله وترحاله في مختلف مناطق العراق سيما في المحافظات المحررة ..لذلك لا أستغرب حملات التسقيط الفاشلة ضده من بعض الدكاكين المفلسة هنا وهناك , لكنها حملات شبيهة ببالونات الأطفال التي تنفجر بمجرد ملامستها ذرة غبار صغيرة جدا في هواء الحقيقة ..من أمتشق السيف على مثنى السامرائي لايستحق الذكر ويكفي تصنيفه في خانة المنبوذين من السياسيين المفلسون البائسون ..وأخيرا أقول أن مثنى السامرائي ..رهان اليوم والغد ..والسلام .