صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
الخميس 2025/7/31 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
السوداني :عدد السكّان في بغداد تجاوز 9.5 ملايين نسمة Sawt-Alqalam.com وزارة العدل تكسب دعوى لصالح مصرف الرافدين وتجنب العراق خسائر مالية Sawt-Alqalam.com المفوضية تصادق على نظام الشكاوى والطعون للانتخابات البرلمانية المقبلة Sawt-Alqalam.com مايكروسوفت .. قفل الكمبيوتر من الهاتف عن بعد Sawt-Alqalam.com صراع على رئاسة الاتحاد العراقي.. 3 مرشحين يتنافسون على الدورة الجديدة Sawt-Alqalam.com روسيا: أميركا وبريطانيا تبحثان استبدال زيلينسكي وترشحان زالوجني بديلاً Sawt-Alqalam.com ارتفاع  حصيلة  ضحايا العدوان الى أكثر من 60 ألف شهيد  ..حكومة غزة: العدو الإسرائيلي يمنع دخول الصحافة العالمية خشية انكشاف جرائمه Sawt-Alqalam.com بريطانيا تحدد موعداً للاعتراف بدولة فلسطين..السعودية : اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين Sawt-Alqalam.com أصدر قرارات شملت الإيزيديين وعمولات الجباية.. مجلس الوزراء: نسبة الإنجاز الكلّية لمُجمل مستهدفات البرنامج الحكومي بلغت 83% Sawt-Alqalam.com الداخلية تنفي وجود عمليات تهريب سلاح عبر الحدود العراقية السورية Sawt-Alqalam.com
الرهان على الخير في زمن اللايقين..مظهر محمد صالح


المشاهدات 1055
تاريخ الإضافة 2025/07/15 - 9:00 AM
آخر تحديث 2025/07/31 - 1:09 AM

الرهان على الخير في زمن اللايقين

مظهر محمد صالح

المستشار المالي لرئيس الوزراء

 يبقى الرهان على فعل الخير في زمن اللايقين، مغامرة لا يخوضها إلا من اختار أن يعيش بقلبه قبل حساباته. ففي أحد مفاصل حياتي، وجدت نفسي أمام رهان لا يقل خطورة عن القفز في المجهول ..أن أسدد دَين أسرة فقيرة من دخلٍ لا أضمن استمراره.

كان القرار إنسانيًا في ظاهره، نبيلًا في جوهره، لكنه محفوف بمخاوف تلتف على الروح كالأفعى.

ماذا لو انقطع الدخل غدًا؟ ماذا لو تحول دفء هذا العطاء إلى برودة تشرد لتلك الأسرة؟

وماذا لو صارت سعادتي المؤقتة عبئًا أخلاقيًا لا يُحتمل؟

كان الفقر يلتفّ حول يقيني، كما يلتف الغيم حول شمعة في العتمة، أما ضميري فكان يتقلب على جمر الأسئلة، لا يستقر على يقين، ولا يجد مخرجًا إلا في الصمت.

إن أخطر ما في الرهان الأخلاقي أنه لا يقوم على منطق الربح والخسارة، بل على الإيمان بأن الخير وإن كان محفوفًا بالخطر، يظل أكرم من السلامة المبنية على التردد.

العطاء في مثل هذه اللحظات لا يُقاس بمقداره، بل بجرأته.

فهو امتحان للنية في مواجهة هشاشة الواقع، وهو قرار بأن نستمر في أن نكون بشرًا، رغم كل ما يدفعنا إلى عكس ذلك.

 

إن أعظم صور العذاب ليست في العوز، بل في أن ترى طريق الخير وتخشى أن تسلكه، لا لأنك تفتقر إلى الرحمة، بل لأنك تفتقر إلى الضمان.

وهنا، فقط، يصبح الضمير ميدانًا لصراع وجودي:

أيهما أثقل؟ وجع الضمير الصامت، أم وجع الخوف من المجهول؟

لقد أدركت لاحقًا أن العطاء لا يخضع لحسابات السوق، ولا يلتزم بتقلبات الرزق.

إنه فعل حر، يعلو على الظروف، ويتجذّر في القلب لا في الجيب.

وفي النهاية، لم يخسر أحد.

بقي الخير، وبقي اليقين، ولو على حد السكين.

وختامًا، أدهشني ما كتبه المفكر السياسي الكبير حسين العادلي في خاطرة بعنوان “الرَّهن”، حيث يقول:

يخسَر الشَّريف (السِّباق)، إن كانَ (الرِّهَان) على الوَضَاعَة.

• (أَخَسُّ) رِهَان أن ترهَنَ ما ليسَ لَك، و(أَبْشَعُ) رِهَان أن ترهَنَ ما أؤتُمِنتَ عَليه.

مَن يَرهَن (كلِمتَه) يُراهِن على شَرفِه، إنَْما المَرءُ كَلمَة.

• (المُرَاهِن) على اللَّحظة الأخيرة، يفقد جميع اللَّحظات.

الأمَانة (رَهن) المسؤوليّة، ورهينَة المسؤوليّة الذِّمَّة.

في (السِّياسَة) لا تُراهِن على ثلاث: الأيديولوجية، الشِّعار، والخَندق!!

القَائِد الذي يُرَاهِن على (الصّدفة)، كالمُرَاهِن على جميع خِيول السِّباق!!

• (السِّياسيّ) الذي لا يَرهَن ضَمِيره للشَّعب (يَخون)، والحَاكِم الذي لا يَرهَن ذِمَّته للدَّولة (يطغَى)

إنها تأملات ترسم خطوط الرهان الحقيقي… لا على الأشياء، بل على القيم …في ازمنة نعيش مراراتها في عالم الشرق الذي تتقاذفه الهموم والأحزان ومجاهيل الحياة.


تابعنا على
تصميم وتطوير