صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
الخميس 2025/7/31 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
السوداني :عدد السكّان في بغداد تجاوز 9.5 ملايين نسمة Sawt-Alqalam.com وزارة العدل تكسب دعوى لصالح مصرف الرافدين وتجنب العراق خسائر مالية Sawt-Alqalam.com المفوضية تصادق على نظام الشكاوى والطعون للانتخابات البرلمانية المقبلة Sawt-Alqalam.com مايكروسوفت .. قفل الكمبيوتر من الهاتف عن بعد Sawt-Alqalam.com صراع على رئاسة الاتحاد العراقي.. 3 مرشحين يتنافسون على الدورة الجديدة Sawt-Alqalam.com روسيا: أميركا وبريطانيا تبحثان استبدال زيلينسكي وترشحان زالوجني بديلاً Sawt-Alqalam.com ارتفاع  حصيلة  ضحايا العدوان الى أكثر من 60 ألف شهيد  ..حكومة غزة: العدو الإسرائيلي يمنع دخول الصحافة العالمية خشية انكشاف جرائمه Sawt-Alqalam.com بريطانيا تحدد موعداً للاعتراف بدولة فلسطين..السعودية : اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين Sawt-Alqalam.com أصدر قرارات شملت الإيزيديين وعمولات الجباية.. مجلس الوزراء: نسبة الإنجاز الكلّية لمُجمل مستهدفات البرنامج الحكومي بلغت 83% Sawt-Alqalam.com الداخلية تنفي وجود عمليات تهريب سلاح عبر الحدود العراقية السورية Sawt-Alqalam.com
الفساد .. وجمرة القيظ.. يحيى الزيدي


المشاهدات 1217
تاريخ الإضافة 2025/07/16 - 10:46 AM
آخر تحديث 2025/07/30 - 8:01 PM

في المرآة

الفساد .. وجمرة القيظ

يحيى الزيدي

اشتدت سخونة المشهد السياسي في العراق منذ أيام ، نتيجة لإقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، المزمع اجراؤها في11/11/ 2025..  هذه  السخونة التي تزامنت مع إرتفاع درجات الحرارة  ووصولها الى" جمرة القيظ".

ان من أخطر الظواهر التي تواجه البلدان هي "ظاهره الفساد الإداري والمالي"، ومن أهم مخاطر الفساد على المستوى المحلى تتمثل في إهدار الأموال العامة.

الفساد هو استغلال للمناصب، للحصول على منافع ومكاسب وممتلكات الغير، سواء كان هذا الاستغلال لصالح شخص أو لصالح جهة معينة، مع غياب القوانين والعقوبات الرادعة لمثل هؤلاء الاشخاص.

نعم ..القضاء في بلدنا، وهيئة النزاهة، وبقية الأجهزة الرقابية في الدولة جميعهم يعملون وبشكل جاد ومكثف من أجل القضاء على الفساد، وتجفيف منابعه بشتى انواع الطرق، وملاحقة مرتكبيه قضائيا داخل البلد وخارجه.

وفعلا استطاعت هذه المؤسسات من استعادة الكثير من الأموال المسروقة والمهدورة الى خزينة الدولة، فيما أصدرت مذكرات القبض والاستعاء للكثير من الفاسدين والمتهمين.

والسؤال هنا ..مَن هم الفاسدون في بلدنا؟..هل الفقراء والكادحين، أم المدقعين والأيتام والمتسولين، أم الذين يعملون من أجل لقمة العيش الكريمة، أم العاطلون عن العمل؟

يقول عباس محمود العقاد في هذا الصدد (الأمة التي تُحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد) .

اما نجيب محفوظ فقد علق على هذا الموضوع بقوله ( عندما يأمن الموظف من العقاب سيقع في الفساد ويسوم الفقراء سوء العذاب)، والنصوص في هذا الصدد كثيرة، لاسيما في القران الكريم، يقول الله عز وجل: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).

وباء الفساد ليس بالجديد، فقد انتشر في الدول الكبيرة والصغيرة ..الغنية والفقيرة، وأصبح ظاهرة مخيفة .. وتُبرَم من أجل الفساد ومكافحته الاتفاقيات، وتُعقد المؤتمرات ، وتسنُّ القوانين، ويشجع التعاون من أجل القضاء عليه.

كما عقد اتفاق دولي على تعريف الفساد كما حددته "منظمة الشفافية الدولية" بأنه " كل عمل يتضمن سوء استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو جماعته ".

ينقسم الفساد وفقا لمرتبة من يمارسه إلى فساد صغير..يشمل قطاع الموظفين العموميين الصغار، بحيث يتطلب إنجاز أية معاملة مهما كانت صغيرة تقديم رشوة للموظف المسؤول.

وفساد كبير.. يقوم به الكبار ويتعلق بقضايا أكبر من مجرد معاملات إدارية يومية، كما يهدف إلى تحقيق مكاسب أكبر من الرشوة الصغيرة.

ومن انواعه ايضا " الفساد السياسي "..وهو إساءة استخدام السلطة العامة لأهداف غير مشروعة كـ "الرشوة والابتزاز، والمحسوبية، والاختلاس".

والمنصب والسلطة تميلان إلى الإفساد أحياناً.. والسلطة المطلقة مفسدة بالمطلق، والمفروض في السلطة أن تكون حيادية تجاه كل المسائل والآشخاص.

كما أن السلطة المطلقة في كثير من الأحيان، تُنتج ظاهرة جنون العظمة، التي تجعل المتنفذ يعتقد أنه فوق البشر، وأن إرادته لا يمكن ردها.

وبشكل عام يمكن إجمال نتائج الفساد الى إنتشار الفقر والجهل، ونقص المعرفة بالحقوق الفردية، وسيادة القيم التقليدية والروابط القائمة على النسب والقرابة، وضعف أجهزة الرقابة في الدولة وعدم استقلاليتها.

وايضا ضعف الإرادة لدى القيادة السياسية لمكافحة الفساد، وانحسار المرافق والخدمات والمؤسسات العامة التي تخدم المواطنين، وتدني رواتب العاملين ،لاسيما في القطاع الخاص، وإرتفاع مستوى المعيشة، مما يشكل بيئة ملائمة لقيام بعض العاملين بالبحث عن مصادر مالية أخرى حتى لو كان من خلال الرشوة.

اخيراً نقول .. الى الذين ابتزوا وأثروا، وحاولوا تشويه صورة البلد، والذين جوعوا الناس وأحبطوهم، ونزعوا ثقتهم بالدولة ومؤسساتها.. والذين أختلسوا الأموال، لابد ان يأتي اليوم الذي يكشف فيه القضاء ومؤسسات الدولة  فسادكم، وأموالكم التي اختلستموها من هذا البلد.

 

 


تابعنا على
تصميم وتطوير