صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
الخميس 2025/7/31 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
السوداني :عدد السكّان في بغداد تجاوز 9.5 ملايين نسمة Sawt-Alqalam.com وزارة العدل تكسب دعوى لصالح مصرف الرافدين وتجنب العراق خسائر مالية Sawt-Alqalam.com المفوضية تصادق على نظام الشكاوى والطعون للانتخابات البرلمانية المقبلة Sawt-Alqalam.com مايكروسوفت .. قفل الكمبيوتر من الهاتف عن بعد Sawt-Alqalam.com صراع على رئاسة الاتحاد العراقي.. 3 مرشحين يتنافسون على الدورة الجديدة Sawt-Alqalam.com روسيا: أميركا وبريطانيا تبحثان استبدال زيلينسكي وترشحان زالوجني بديلاً Sawt-Alqalam.com ارتفاع  حصيلة  ضحايا العدوان الى أكثر من 60 ألف شهيد  ..حكومة غزة: العدو الإسرائيلي يمنع دخول الصحافة العالمية خشية انكشاف جرائمه Sawt-Alqalam.com بريطانيا تحدد موعداً للاعتراف بدولة فلسطين..السعودية : اعتماد الوثيقة الختامية لمؤتمر حل الدولتين Sawt-Alqalam.com أصدر قرارات شملت الإيزيديين وعمولات الجباية.. مجلس الوزراء: نسبة الإنجاز الكلّية لمُجمل مستهدفات البرنامج الحكومي بلغت 83% Sawt-Alqalam.com الداخلية تنفي وجود عمليات تهريب سلاح عبر الحدود العراقية السورية Sawt-Alqalam.com
أمُّ العراق… الكوت والجنة تحت قدميها!


المشاهدات 1046
تاريخ الإضافة 2025/07/21 - 9:47 AM
آخر تحديث 2025/07/30 - 7:53 PM

أمُّ العراق… الكوت والجنة تحت قدميها!

 

مظهر محمد صالح

   استيقظت أحلامي على فزعٍ، لهيبٌ التهم السلام والحياة، ليفجع العراق والإنسانية في محرقةٍ سوداء اقتادت أبرياءها إلى موتٍ حارق، بكت على ضحاياه السماء قبل الأرض؛ أطفالًا كانوا يحلمون بلعبةٍ، نساءً أنهكتهنّ السنين، ورجالًا خرجوا يطلبون الرزق، فعادوا رمادًا يئن في ذاكرة الكوت.

لم يكن ذلك السوقُ سوى مرآةٍ لحياةٍ بسيطة، لناسٍ سُحقوا تحت أنقاض الحروب والفقر، فتعلّقوا بفتات الأمل، بشمعةِ عيدٍ صغيرة… فأطفأتها نيرانُ الإهمال والفوضى وانعدام الرحمة.

أيُّ جُرحٍ هذا الذي يعيدنا إلى مواسمِ الألم التي لم تبرأ؟ وأيُّ قدرٍ غادرٍ هذا الذي يُصرُّ أن يجعل من وطننا نعشًا مفتوحًا على الدموع؟ لم يكن ما جرى مجرد حريق، بل لحظةٌ انفجر فيها الحزنُ جمعيًا، وانكشفت فيها هشاشة العمر وقسوة الإهمال.

في الكوت، المدينة الطيبة، التي طالما حملت أهازيج الجنوب وصبر الأمهات، احترق كل شيء: الأجساد، والقلوب، والذاكرة. الكوت التي كانت تُعرف بالسكينة والأمومة، صارت فجأة مسرحًا للحريق الكبير، وصار الرماد حديثَ وطنٍ منهك، يستصرخ الإنسانية والسماء.

لنتذكر تلك الأم العراقية… التي احتضنت طفلها في أتون الجحيم، فنامت فوقه لتحجبه عن النار، فلم يبقَ منهما سوى رمادٍ واحدٍ، تفحمت فيه الشفقة، وذاب فيه الحنان. وتبخرت صرخاتهما في الهواء، بينما ماتت دموعنا خجلًا في أجفاننا، عاجزةً عن إنقاذ الحياة.

 

( إنها أمُّ العراق)

ماذا عسانا أن نفعل لنداوي هذا الحزن الثقيل؟

هل يكفي أن نقيم تمثالًا وقبرًا رمزيًا لأم العراق في قلب الكوت، ليصبح مزارًا مقدّسًا لأمهات الأرض؟

هل تكفي ألف دمعة تُسكب عليه كل صباح، من كل من فقد ومن كل من يشعر؟

هل نبني طريقًا معبّدًا بالحزن، بين أم العراق وكربلاء، نعبره كل محرم، لا لنبكي الماضي فقط، بل لنُذكّر الأحياء بأن الحياة مسؤولية، وأن الإهمال جريمة؟!

أيها الوطن، احنِ رأسك اليوم لأم العراق

وامسح على جراحك بيدٍ من حنين.

فلعلنا يومًا ما… نستحق الحياة.


تابعنا على
تصميم وتطوير